مشاركون في تأبين محمد علي: كان ملهمًا للبشرية وجنديًا عالميًا
ودّع مُلًهم البشرية، وبطلها العالمي، محمد علي كلاي، حياته التي كانت تعكس الخبرة البشرية، والتجربة الثقافية الأمريكية، ملخصًا في شخصه، معاني البطولة، والتسامح، والوفاء.
وبهدف تسليط الضوء على تجربته الغنية، وقيمه الأخلاقية، التي جعلت منه أسطورة عالمية عظيمة، تشارك الآلاف من محبيه، خلال مراسم التأبين، آلام الفاجعة، وذكريات اللحظات الجميلة التي قضوها معه.
الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، وصف بطل العالم السابق في الملاكمة للوزن الثقيل، بـ “الجندي العالمي للإنسانية جمعاء”.
وأضاف “كونه رجل متدين، ومدرك لطبيعة الحياة، التي لا تتيح للإنسان السيطرة الكاملة عليها، اتخذ اختيارات حياتية أخرى، خاطب من خلالها مشاعر الحب والاحترام لدينا، وهذا ما جمعنا اليوم”.
وواصفًا إياه بـ “صاعقة برق هائلة”، قال الممثل الكوميدي، بيلي كريستال، وهو صديق قديم للملاكم العالمي، إن “علي كان يقول لي دائمًا، يا أخي الصغير، إذا أردنا أن نحصل على الحياة الأفضل، علينا أن نبني جسورًا بين الناس، لا حواجز”.
من جانبه، قال الحاخام، جو رابورت، من معبد “لويزفيل”، إن “علي كان قلب هذه المدينة، وما زال قلبه ينبض فيها”.
وتذكيرًا بإنجازاته العظيمة بما يخص مكافحة العنصرية، قال القس الدكتور كيفن كوسبي، “دعونا أن لا ننسى نضاله الطويل، ودوره الكبير في إعطاء السود حريتهم وحقوقهم في البلاد”.
وفي تعقيبه على ما سبق، قال الأب هنري كريغيل، إن “بطل الملاكمة العالمي، فتح أعيننا على شر العنصرية، وعبثية الحرب”.
وعبّر المذيع الرياضي، براينت غامبل، عن حزنه الشديد، وقال إن “بريق علي جعل منه أحد أكثر الأشخاص جاذبية واستقطابًا للآخرين في العالم”.
ووسط تصفيق مدوٍ، قالت لوني علي، زوجة الملاكم الشهير الراحل، “أراد زوجي أن يتخذ الناس من حياته ورحيله عبرة، وفرصة لإيقاذهم وتوعيتهم”.
وأوضحت، أنه كان يوّد أن يذكّرالناس، الذين يعانون من الظلم في العالم، أنه شخصيًا واجه مرارة الظلم، لكنه لم يتجه يومًا للعنف، وفقاً لتعبيرها.
وقالت “لوني”، “لقد ملأ حب الإسلام قلبه، وكان على استعداد للتضحية بنفسه، وبكل ما لديه، بغية تطبيق تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية”.
وإلى جانب البطولات العالمية التي حققها الملاكم الشهير، كان له دوراً في الحياة السياسية الأمريكية، بتقديمه الدعم لحركات السّود والمسلمين، وساءت حالته الصحية منذ عام 2014، بعد إصابته بعدوى “المسالك البولية”.
واعتنق الراحل، الإسلام عام 1964، وغيّر اسمه من “كاسيوس مارسيلوس كلايجونيور” إلى “محمد علي كلاي”، وفاز ببطولة العالم للوزن الثقيل 3 مرات على مدى (19عامًا) في 1964، و1974، و1978.
وشارك أمس في مراسم تأبين “الأسطورة”، شخصيات عالمية ورؤساء دول، منهم الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والملاكم الأمريكي الشهير مايك تايسون، والبريطاني لينوكس لويس، والممثل الأمريكي ويل سميث، بمسقط رأسه في مدينة “لويفيل” بولاية “كنتاكي” الأميركية.
وتوفي محمد علي، فجر السبت الماضي، عن عمر ناهز (74 عامًا)، بعد صراع طويل مع مرض شلل الرّعاش (باركينسون)، في إحدى المستشفيات بولاية أريزونا، جنوب غربي الولايات المتحدة.