فرار 1700 أسرة عراقية من مدينة الفلوجة في أسبوعين
قال المجلس النرويجي للاجئين في العراق، إن إجمالي عدد الأسر التي تمكنت من الفرار من مدينة الفلوجة وصل إلى 1700 أسرة منذ 21 مايو الماضي وحتى الآن.
وأوضح المجلس، في بيان له، اليوم السبت، أن فرار هذه الأسر جاء بزيادة مقدارها 687 عائلة منذ صباح يوم البارحة، متوقعًا وصول ما يقارب 300 عائلة أخرى، مما يعني زيادة عدد العائلات النازحة المسجلة لديهم إلى 2000 أي ما يقارب 12 ألف فرد.
وأضاف البيان، أن الغالبية العظمى من العائلات النازحة التي وصلت حديثًا تأتي من منطقتي زوبع والنعيمية، لافتًا إلى أنه ما زال هناك 50 ألف مدني محاصر في منطقة النزاع في وسط مدينة الفلوجة.
وأشار المجلس النرويجي إلى أن الملابس، والفرشات، والبطانيات، وأواني الطبخ، والإنارة وأغطية الأرضيات تعتبر من بين المواد الأكثر ضرورة، فالطلب عليها كبير نظرًا لكون النازحين قد هربوا دون أن يحملوا شيئًا معهم.
وقال المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في العراق نصر مفلحي: “تزداد احتياجات الناس الواصلين إلى مخيماتنا مع الارتفاع الكبير في عدد الواصلين الجدد، ونحن بحاجة إلى تمويل لحالة الطوارئ في العراق من قبل المجتمع الدولي تصل نسبته حاليا إلى 30% ويغطي أكثر من 4.3 ملايين عراقي نازح في جميع أنحاء البلاد”.
معركة طائفية
وتعتبر معركة الفلوجة هي معركة طائفية بحتة، وهذا ما يفسر قرار العبادي الأخير في شن هجوم على تنظيم الدولة بعد شهور من التردد، وبعد أن تعرضت حكومته لضغوطٍ مكثفةٍ من المحتجين الشيعة، المدعومين من إيران ومن الزعيم مقتدى الصدر.
كذلك جاء قرار العبادي إثر المزاعم التي أفادت بأن خلايا تنظيم الدولة الإرهابية المُتمركزة في الفلوجة كانت مسؤولة عن سلسلة من السيارات المفخخة التي أسفرت عن مقتل قرابة 200 شخص في بغداد في مطلع هذا الشهر، وعلى إثر ذلك قام المئات من المُحتجين الموالين لمقتدى الصدر باقتحام المنطقة الخضراء المُحصنة، مُطالبين الحكومة بإحداث تغييرات جذرية في إدارة العبادي التي وصفوها بالفاسدة.
وإذا تمكّن العبادي من اجتثاث جذور تنظيم الدولة من مدينة الفلوجة، فإنه سيتمكن من إنقاذ موقفه السياسي المُحرج، على الرغم من أن هذا النصر سيكون باهظ الثمن بالنسبة للشعب العراقي، خاصة إذا اقتصر هذا النصر على تسليم العبادي لمدينة الفلوجة السنية الهامة للقوات الإيرانية.
وتوجد شائعات تفيد بأن القبائل السنية المحلية قلقة من تأثير إيران على إدارة العبادي، وهم يقاتلون جنبًا إلى جنب مع تنظيم الدولة لمنع سقوط المدينة تحت سيطرة الشيعة، حيث لا يمكن استبعاد احتمال أن الميليشيات الشيعية المنتصرة ستُلحق أضرارًا انتقامية شنيعة بالمقاتلين السنة المهزومين مثلما حصل في تكريت خلال العام الماضي.
وتُعدّ سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الفلوجة خلال سنة 2014م، أوّل انتصار يُحرزُه هذا التنظيم خاصة أن الاستيلاء على مدينة تقع على بعد 40 ميلا من غرب بغداد، قد أثار مخاوف البعض الذين اعتقدوا أن مقاتلي تنظيم الدولة، المدعومين من قبل أنصار النظام البعثي لصدام حسين، سيجتاحون في نهاية المطاف العاصمة العراقية.