
مستوطنون يقتحمون الأقصى.. وخطيب المسجد: إجراءات الاحتلال مرفوضة
اقتحمت مجموعات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك عشية احتفالاتهم بما يسمى عيد الغفران، وسط تشديد إجراءات دخول المصلين الشباب إلى المسجد ومنع عدد كبير منهم من الوصول إليه.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن 537 مستوطنا شاركوا في الجولة الأولى من الاقتحامات للمسجد الأقصى قبل ظهر اليوم.
وأوضح شهود عيان أن المستوطنين المقتحمين أدوا طقوساً وصلوات تلمودية قرب مصلى باب الرحمة، وأقاموا حلقات رقص وغناء على أبواب الأقصى.
دوره، استنكر الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، اقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وتنفيذ إجراءات بحق المصلين.
وأكد صبري، أن “كل إجراءات وممارسات الاحتلال ومستوطنيه ضد المسجد الأقصى لن تنشئ له أي حق، وأن الشعب الفلسطيني، ومن خلفه الأمتان الإسلامية والعربية، متمسكون بمسجدهم ومستعدون على الدوام للدفاع عنه”.
ووجه صبري نداء للفلسطينيين في عموم الوطن، خاصة الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، إلى تكثيف رباطهم ووجودهم في المسجد الأقصى، منددا بالاعتداء على المرابطات وإبعادهن بالقوة عن أبواب الأقصى.
وكانت قوات الاحتلال قد فرضت، فجر اليوم، حصاراً مشدداً على مدينة القدس والأحياء المحيطة بها، ونشرت الآلاف من عناصرها في البلدة القديمة من القدس ومحيطها، وعند مفارق الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى وحائط البراق وبلدة سلوان.
واستجلبت قوات الاحتلال عشرات المكعبات الأسمنتية إلى مداخل جميع الأحياء الفلسطينية المتاخمة للبلدة القديمة من القدس، تمهيداً لإغلاقها ومنع حركة تنقل المقدسيين القاطنين في تلك الأحياء، بما في ذلك إغلاق عشرات المدارس وتعطل الدراسة في القدس اعتباراً من اليوم الأحد وحتى مساء بعد غد الثلاثاء، حيث تبلغ احتفالات اليهود بيوم الغفران ذروتها.
وكان عشرات آلاف المستوطنين، الذين توافدوا في مئات الحافلات إلى البلدة القديمة من القدس، قد أقاموا صلوات تلمودية في ساحة البراق، بينما نظم المئات منهم مسيرات استفزازية داخل البلدة القديمة وفي حاراتها المختلفة، وأدوا طقوسهم التلمودية أيضاً عند أبواب الأقصى، خصوصاً في منطقة باب القطانين وباب السلسلة وباب الأسباط، وأقاموا حلقات رقص وغناء تخللها إطلاق هتافات عنصرية ضد العرب.
كذلك اقتحمت عشرات الحافلات التي تقلّ مستوطنين بلدة الطور إلى الشرق من المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، التي انتشرت بأعداد كبيرة لتأمين الحماية للمقتحمين.
وكان ما يسمى “اتحاد منظمات الهيكل” قد أعلن في وقت سابق عن اقتحام مركزي للمسجد الأقصى المبارك عشية يوم الغفران، وكذلك في يوم الغفران ذاته غداً الاثنين، على أن تقام الصلوات الجماعية خلال هذين اليومين بما يشمل محاكاة قربان الغفران وصلوات التوبة.
وتتزامن احتفالات عيد الغفران هذا العام مع إعلان نشطاء في ما يسمى جماعات الهيكل المتطرفة تأسيس حركة جديدة تسمي نفسها “أبناء جبل موريا”، هدفها الاحتجاج والتظاهر ضد شرطة الاحتلال لتمكين اليهود من أداء كامل الطقوس في المسجد الأقصى بحرية.
واعتبرت أن إجراءات شرطة الاحتلال مع المقتحمين تشكل “معاداة للسامية” “وتمييزاً” ضد اليهود في “أقدس مقدساتهم”، وأنه “قد حان الوقت لإنهاء 2000 عام من التمييز”، بحسب زعمهم.