بين الحر والتعذيب.. حال المعتقلين في سجون العسكر برمضان
أيام قليلة ويحل علينا شهر رمضان المبارك، حيث يقبع الآلاف من المعتقلين داخل سجون النظام، وسط مخاوف من قبل أهالي المعتقلين من سياسة التجويع والتعذيب ومنع الزيارات التي يمارسها الانقلاب العسكري، كما حدث في رمضان العام الماضي.
قامت إدارات السجون خاصة سجن العقرب وليمان طره بمنع الإفطار عن الصائمين ومنعت الزيارات العائلية، واتجهت لممارسة كل أنواع التعذيب النفسى والجسدى، و الآن ومع ارتفاع درجات الحرارة المستمر مهدت قوات الأمن من خلال ممارستها أن رمضان القادم سيكون أسوأ على الإطلاق من رمضان الماضي؛ بحسب أقوال أهالي المعتقلين.
ومنعت الزيارة عن سجن العقرب لمدة شهرين، ومنعت عنهم الطعام والعلاج, وقطعت عن المعتقلين المياه والنور, في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وخلال الموجهة الحارة وممارسات رجال الداخلية المتعنتة مع المعتقلين، تضامن النشطاء معهم من خلال هاشتاج “عايز اتنفس” و”معتقل مخنوق”.
حمالات على مواقع التواصل لدعم المعتقلين وأطلق نشطاء ومغردون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “مش ناسينكم”؛ لدعم أسر المعتقلين خلال شهر رمضان الكريم، مطالبين المصريين بالتفاعل مع تلك الحملة التي يعتبرونها واجبًا إنسانيًا، خاصة للمهتمين بقضايا الحريات في مصر.
وأكد النشطاء والمغردون أن مساعدة آلاف المعتقلين على مستوى الجمهورية، خاصة غير القادرين منهم، حق على الجميع، لافتين إلى ضرورة توفير أسياسيات الحياة لأهلهم، وتخفيف الضغط عنهم، وبالأخص خلال شهر رمضان الكريم. وأوضح القائمون على الحملة أنهم يستهدفون الوصول إلى عشرات أو مئات أسر المعتقلين، خلال شهر رمضان الكريم، وتقديم مساعدات لهم، من خلال شنطة رمضانية بها العديد من المواد التموينية والمواد الغذائية ومساعدات مالية بمبلغ “400” جنيه.
وأكدوا أن طريقة التواصل ستكون من خلال الرسائل الخاصة بالصفحة لاختيار أنسب طريقة تبرع، سواء من داخل مصر أو خارجها. وكشف القائمون على الحملة عن أن “الشنطة الرمضانية” تتكون من: “كيلو لحمة، 2 فرخة، 4 كيلو سكر، 4 كيلو أرز، 4 كيلو مكرونة، زجاجة زيت، علبة سمن كيلو، 1 كيلو لوبيا، 1 كيلو فول، 2 باكو شاي ربع كيلو، 10 أكياس صلصلة، كيلو بلح، لفة قمر الدين”.
يقول عبد الرحمن على والذي كان معتقلًا في رمضان الماضي: “لك أن تتخيل أنك صائم وتمكث فى غرفة شديدة الزحام حوالى 105 رجلاً يمكثون فى غرفة 4×4 متر، وأصعب أيام مرت عليّ في حياتي تلك التى قضيتها وانا ذاهب الى المحكمة فى عربة الترحيلات المغلقة من جميع الجهات ومزدحمة ازدحامًا كبيرًا والعربة من الصاج الموصل للحرارة، والكثير من الناس يغيبون عن وعيهم فى هذه العربة خاصة كبار السن، ثم يضعونك في غرفة داخل المحكمة متسخة رائحتها قذرة ليس فيها أي هواء، مليئة بالجنائين الذين يدخنون ليل نهار، وأنت ليس لك مخرج إلا أن تتنفس هذا الدخان في هذا الحر أثناء صيامك”.
وأضاف عبدالرحمن في تصريح خاص لـ”رصد”: “لك أن تتخيل أن الغرفة لا تستطيع التحرك فيها بسبب انعدام الرؤية الناتجة عن التدخين، وليس فيها أي مكان لك غير شبر للوقوف وأنت لا تستطيع التنفس وتدعو الله أن يهون عليك وتذهب إلى القاضي حتى ينتهي هذا اليوم، وعند رجوعك القسم في وقت الافطار تجد أنك لاتريد الأكل ولا الشرب مع أنك كنت ستموت من العطش قبل ساعة!! أيام تمرض الصحيح وتهد القوي النشيط.. عافانا الله وإياكم من قهر الرجال”.
وتابع: “أنا لم أتحدث عن شعور أهلي وتعبهم ووقوفهم في الطابور ليوصلوا لي الإفطار ثم يرجعوا إلى بيتهم بعد العشاء، وقد علمت بعد خروجي أنهم كانوا لا يشربون الماء إلا بعد أذان العشاء.. لم أقص عليكم سوى أمر يسير من معاناتي وهى لاتساوي أي شيء من معاناة غيري؛ فهناك الآلاف من الشباب يعيشون في ظروف أسوأ مني.
زوجة أحد المعتقلين بسجن الوادي الجديد عبر شاشة الجزيرة مباشرعن معاناتها بعد نقل زوجها من سجن الفيوم “جنوب مصر” إلى سجن الوادي الجديد حيث تحتاج في الزيارة الواحدة إلى سيارة تقلها من محافظتها الفيوم إلى الوادي الجديد بـ 1200 جنيه بالإضافة إلى تكلفة الزيارة نفسها من طعام وشراب.
وأوضحت أن معاناتها لا تتوقف على المعاناة المادية بل تتجاوزها للمعاناة من ترك أطفالها الخمسة في المنزل لمدة يومين متواصلين في كل مرة تقوم فيها بزيارة زوجها.
وأشارت إلى أن أهل زوجها وأهلها يساعدونها في المصروفات التي تكاثرت على كاهلها نتيجة غياب مصدر الدخل حيث تم فصل زوجها من وظيفته بمجرد اعتقاله.